أكد الدكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلماء، أن المجتمع الإسلامى الذى أسسه النبى عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة المباركة والذى قام على الأخلاق والقيم والذى عكس مدى اهتمام الإسلام بالأخلاق التى اعتبرها فى صلب تعاليمه الدينية التى جاءت بها الأوامر القرآنية والإرشادات النبوية، من صدق، وأمانة، ووفاء، ورحمة، وحياء، وتواضع، وتعاطف، وتواد، وغيرها من الفضائل التى لخصها النبى فى قوله «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، فليكرم ضيفه، فليقل خيرا أو ليصمت».
وبين أن حرص النبى على بناء مجتمع تعلوه الأخلاق والقيم، تأكيد بأن الاخلاق تدخل فى كل شىء ولا تنفصل عن مجال من المجالات، فهى حاضرة فيها فالإسلام لا يفصل بين العلم والأخلاق وبين الاقتصاد والأخلاق وبين الحرب والأخلاق، إضافة إلى أنها مجسدة لكمال الايمان ومعبرة عن العقيدة السليمة ولذا يقول رسولنا الكريم «لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن»..
وتابع: إن حرص النبى على غرس الأخلاق فى المجتمع دلالة على أنها ليست قيما كمالية يمكن أن يستغنى عنها الإنسان، أو نافلة فيكون وجودها كعدمه، وليست جملة من الصفات الحسنة التى تكمل سلوك الأشخاص وانما هى مجموعة من الصفات، والعادات الضرورية، فلا قيام لمجتمع بغير اخلاق، فإذا فقدت لم تجر شئون المجتمع على انتظام وصلاح إنما تجرى على فوضى وانحلال وفساد فى الأرض، واختلال نظام الحياة، ومن ثم تكون ضرورة الاخلاق فوق ضرورة الحاجات المادية للإنسان ولذا يقول النبى «انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» ويقول: ما من شىء أثقل فى الميزان من حسن الخلق».
وأضاف أن البناء الاجتماعى الذى أسسه النبى عليه الصلاة والسلام قام على الاخلاق بالدين وثيقة باعتبار أن الدين هو الأصل فى مكارم الاخلاق وفى التقويم الأخلاقى للأفعال ولم يقتصر التحلى بالأخلاق على التعامل مع المسلمين فحسب وإنما تقوم أسس الاخلاق الإسلامية التى تحكم العلاقة بين المسلمين وغيرهم على البر والإحسان والقسط والعدل وعدم الإساءة إليهم أو أذيتهم، وهو ما نص عليه القرآن ووثقه النبى بدستور المدينة وصدقه العمل ولعل كثيرا من الناس دخل فى الإسلام بفضل أخلاق التجار وحسن أمانتهم وصدق معاملتهم.
Average Rating