ما حكم صلاة العيد؟ وكيف تؤدى؟ وما هي أهم الآداب التي يسلكها المسلم في يوم العيــد؟

ما حكم صلاة العيد ؟ وكيف تؤدى ؟ وما هي أهم الآداب التي يسلكها المسلم في يوم العيــد ؟

بقلم الدكتور.. فتحي عثمان الفقي .. عضو هيئة كبار العلماء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين , وبعــــــــــد , فإن العيد مشتق من العود الذي هو الرجوع , والتكرر والمعاودة ؛ لأنه يعود في كل سنة أو يعود السرور بعوده , أو لكثرة عوائد الله على عباده بالأفضال , ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن هذا , وهو يومان : يوم الفطر من رمضان ويوم الأضحى , وهو العاشر من ذي الحجة .

وصلاة العيد مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة , قال تعالى : ” فصل لربك وانحر ” الكوثر: ٢ والمراد بالصلاة صلاة عيد الأضحى , ولا شك في أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيد هو وأصحابه معه ومن بعدهم , فصار إجماعا , وأول عيد صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم : عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة النبوية , وفيها فرضت زكاة الفطر .

* وحكم صلاة العيد أنها سنة مؤكدة ؛ لقول الأعرابي : هل علي غيرها ؟ أي غير الصلوات الخمس , قال : ” لا , إلا أن تطوع ” رواه الشيخان ولمواظبته صلى الله عليه وسلم عليها , وقيل : هي فرض كفاية ؛ لأنها من شعائر الإسلام الظاهرة , فتركها تهاون في الدين

* وتشرع صلاة العيد جماعة بالإجماع , وللمنفرد , والمسافر , والمـــــــــرأة ويندب أن يخرج إلى شهود صلاة العيد جميع المسلمين رجالا ونساء حتى الحيض وذوات الخدور ليشهدن دعوة الخير , وإن كن لا يصلين على أن تخرج النساء ملتزمات بالزي الشرعي غير متعطرات ولا مبالغات في التزين وبدون اختلاط مع الرجال الأجانب ؛ حرصا على حيائهن وكرامتهن , وحديث أم عطية وإن دل على جواز الخروج إلا أن المعنى الذي كان في خير القرون قد زال , وهو قلة المسلمين ؛ حيث أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن بالخروج لتحصل بهن الكثرة , ولهذا أذن للحيض مع أن الصلاة مفقودة في حقهن , وأيضا فقد كان الزمان زمان أدب والتزام , فكن لا يبدين زينتهــــن , ويغضضـــن مــــن أبصــــارهــن , وكـــذا الرجـــــال

* وقت صلاة العيد : من بعد أن ترتفع الشمس بقدر رمح وهو ما يساوي من الزمن ثلث الساعة ليزول وقت الكراهة , ويسن تعجيل الأضحى , وتأخير الفطر , فقد أخرج الشافعي مرسلا : أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم , وهو بنجران ” وأن عجل الأضحى , وأخر الفطر ” قال ابن قدامة : ليتسع وقت الأضحية في الأضحى , ويتسع وقت إخراج زكاة الفطر , وهي ركعتان بالإجماع , يكبر في الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام , وفي الثانية خمسا غير تكبيرة القيام , فقد أخرج الترمذي عن عمرو بن عوف المزني : أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة , وفي الثانية خمسا قبل القراءة , ويسن أن يقف بين كل تكبيرتين قدر آية معتدلة يهلل ويكبر ويحمد ” رواه البيهقي عن ابن مسعود قولا وفعــــــــلا

* ثم تكون الخطبة بعد الصلاة , وهما خطبتان ؛ لما روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما : كانوا يصلون العيد قبل الخطبة , والسنة أن تصلى العيد في الفضاء

* أما عن أهم الآداب التي يسلكها المسلم في يوم العيد , فهي كثيرة ومنها : مخالفة الطريق ذهابا إلى صلاة العيد , وإيابا منها إن تمكن من ذلك ؛ لتشهد الملائكة ذلك , ويستحب استقبال العيد بالاغتسال ؛ لما روى ابن عباس , والفاكه بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله : ” كان يغتسل يوم الفطر , ويوم الأضحى ” ولأنه يوم يجتمع فيه الناس للصلاة , فاستحب الغسل فيه كيوم الجمعة , كذلك يستحب أن يتزين ويتنظف ويحلق شعره ويلبس أحسن ما يجد من الثياب ويتطيب ويتسوك ؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يلبس في العيدين بردي حبرة ” أخرجه ابن مردويه – والحبرة : نوع من ثياب اليمن – وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ” ما على أحدكم أن يكون له ثوبان سوى ثوب مهنته لجمعته أو لعيده ” وقال الإمام مالك – رحمه الله – : سمعت أهل العلم يستحبون الطييب والزينة في كل عيد , والإمام بذلك أحق ؛ لأنه منظور إليه من بينهم .

* أيضا يستحب لاستقبال العيد التهنئة به من حيث الجملة * وكذلك التزاور , فهو مشروع في الإسلام في كل المناسبات الشرعية وفي العيد آكد , وأن يصل رحمه , وأن يصلح بين المتخاصمين وأن يوسع على الأهل والأولاد في هذا اليوم في حدود المعروف وبدون سرف ولا تبذير , وبشرط ألا يقترن كل ذلك بمحرم , أو مكروه شرعا في مأكل أوملبس , أو مشرب , ولا اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات , وألا تخرج النساء متبرجات هذا ما تيسر لنا وهو جزء من كثير .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.