فيديو: تعرف على أسرار حياة المضحك الحزين “إسماعيل ياسين “

عمرو مدين

بدأ الفنان إسماعيل ياسين مشوار طويل فى العمل الفنى، لم يسبقه أحد فى السينما المصرية إلى الآن رغم فاقته وعوزه فى آواخر أيامه، إلا أنه ظل فى قلوب الجماهير. شخص فريد، أجمع عليه الصغير قبل الكبير على أنه ملك الكوميديا فى مصر والوطن العربى. فحتى الآن لا تزال أعماله ترسم الضحكة على وجوه الناس، ويساور الغبطة والحبور قلب كل من يراه أو يُشاهده على الشاشة.

ولد في محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، وكان لا يملك فى ذلك الوقت غير ستة جنيهات، فترك بيت والده قاصدا أهله بالقاهرة الغير آبهين له ولأعماله، وهو بعمر ال17 عام، وقد امتلك إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض حيث أنه مطرب و‌مونولوجست، وممثل، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات، ثم عمل بالسينما وأنتجت له أفلام باسمه بعد أن أنتجت أفلام باسم ليلى مراد.

فقدم العديد من الأفلام كإسماعيل ياسين فى الطيران، والمجانين فى نعيم، والعتبة الخضراء، والبوليس السرى، وإسماعيل ياسين فى الأسطول، وغيرها كثيرا. وقد امتلك قصر فى شارع العروبة، وعمارة فى الزمالك بمحاذاة ڤيلا له فى المنطقة نفسها.

ورغم هذا النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين، خصوصاً فترة الخمسينيات، إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته. فبعد تراكم الديون وبيع ممتلكاته لجأ إلى العمل بالكاربيهات، والملاهى الليلة بمبلغ 100 جنيه، وتقديم المونولوجات كما بدأ مسيرته.

فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل يس تدريجيا؛ فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين فقط.

ويُرجع البعض انحسار أعماله إلى إصابته بمرض القلب وابتعاده عن الساحة الفنية، ويُقال تدخل الدولة في الإنتاج الفني في فترة الستينيات وإنشاء مسرح التليفزيون ربما يكن سببا لذلك.

وأجمع جيل إسماعيل ياسين من الفنانين أن عدم تقربه من المسؤولين في الحكومة، هو السبب الرئيسى فى تلك النهاية المأساوية، فقد فوجيء بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون وحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان، وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها. “فرسان الغرام، وكرم الهوى، ولقاء الغرباء، وعصابة النساء “، وعمل مرة أخرى كمطرب مونولوجست كما بدأ.

ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع ما قدمه من تاريخ حافل ولم يرحمه أحد أو يقدره أحد. إلى أن وافته المنية في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة، ولم تجد أسرته مقبرة لدفنه لمدة يومين حتى استقر الرأى على أن يُدفن بمدافن المطربة فتحية محمود بالبساتين.

مشهد من فيلم “إسماعيل ياسين فى الجيش “

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.