أسماء هاشم تكتب .. مجرد تأمل “صلاح الكون”
مجرد تأمل…..
إن لم يكن العالم يمتلأ بعيون تنظر لغيرها لصلح حالها ولا ترى نفسها فكيف لنا أن نتقدم .
تنظر لما عند غيرها وتشغل نفسها بما رأته حينها وتسأل كيف ؟
وإن عرفت لا تتعلم وتذهب لترى شيئا آخر لتنتقده، فكل عين لو شغلت نفسها بحالها بما تراه لن تتعثر فى طريقها، فالشخص حينما يسير في طريق ينظر بعينه ليبصر طريقه حتى يسير مستقيما،وذلك لئلا يحيد عن طريقه ، فكيف يكون حال هذا الشخص الذي حاد نظره عن طريق؛
إما أن يتعثر ويسقط على وجهه،أو يخطئ في طريقه
هكذا حالنا لو لم نشغل انفسنا بحال غيرنا من الأمم وشغلنا انفسنا بحالنا لصار حال أمتنا كما كان في الماضى…(امه ذات تاريخ)
وإذا أردنا ان نسأل أنفسنا ما سبب تأخرنا؟
أولا وأهمها :
إقتداء أنفسنا وتقليدنا لغيرنا بدون أن نرى صحيحه من سقيمه ،ولا نبدع وبذلك يظل مجتمعنا كما هو لا يضاف له أى نكهه من نكهات التقدم، ونظل نبكى على مامضى ولا نتعلم ، فالانسان منا حينما ينشغل باصلاح حاله سيبدع ونرى خيرا منه غير متوقع
دعونا نعطى لأنفسنا فرصة وتنشغل باصلاح نفسها ليصلح ماحولها،ولنتذكر قول الله فى كتابه:
﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ الملك: 22
وايضا
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ الأحزاب: 70 – 71
وذكرنى هذا مما قاله الامام الشافعي
قال الشافعي:
سهرتْ أعينٌ ونامتْ عيــونُ في أمور تكونُ أو لا تكونُ
فادرأ الهمَّ ما استطعتَ عن النفسِ فحملانكَ الهمومَ جُنونُ
إِن رباً كفاكَ بالأمسِ ما كــا ن سيكفيكَ في غدٍ ما يكونُ
وايضا
قيل لحاتم الأصم : على ما بنيت أمرك هذا من التوكل ؟ قال : على أربع خلال : علمت أن رزقي لا يأكله غيري فلست أهتم له و علمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به و علمت أنتيني بغتة فأنا أبادره و علمت أني بعين الله في كل حال فأنا أستحيي منه
لذلك …إذا إنشغل كل إنسان منا بحاله …لرأينا صلاح الجميع ولصلح حال هذا الكون
لكن ..
هذا مجرد تأمل.